عناصر الطاقة أربعة هم: النار، الماء، التراب، الهواء، تتحكم فيهم جميعًا الطاقة النورانية، ويقصد بها تلك الطاقة التي نستمدها من الله الخالق عز وجل شأنه، وقد أشار الإمام علي بن أبي طالب إلى ذلك قائلا: “المؤمن يتقلب في خمسة من النور: مدخله نور، ومخرجه نور، وعلمه نور، وكلامه نور، ومنظره يوم القيامة إلى النور” وفي السطور الذ1قادمة سنتحدث عن الطاقة والهالة النورانية ومفهومها بحياتنا اليومية.
مصادر الطاقة النورانية
الهالة النورانية كما يعرفها العلماء: هي هالة لها خصائص كهرومغناطيسية تحيط بالجسم، ولا ترى بالعين المجردة ولكن من السهل أن نستشعر بها، ويقول علماء الطاقة بأن هناك تمرينات تجعل الشخص يزيد من طاقته النورانية، هذا الكلام ليس خاطئ، ولكن، الطاقة التي تستمد من تمارين الطاقة المدروسة لن تبلغ 10% من الطاقة التي يستمدها الشخص المؤمن من التزامه بالعبادات والطاعات التي أمرنا بها الله سبحانه وتعالى، فالله جل شأنه كل شيء متصل به دائم وقوي، وما دون ذلك ضعيف هش.
فخلاصة القول أن الاتصال المباشر مع الله ينتج عنه طاقة نورانية مباشرة تغني عن كل تمارين الطاقات الأخرى، والجدير بالذكر أن الطاقة النورانية عند تمكن الشخص المؤمن منها، تتيح له التحكم بطاقات كافة العناصر الأخرى.
كيفية الوصول للسمو النوراني
الوصول إلى السمو الروحاني حتى يتم التمكن الكامل من الطاقة النورانية يجب أن نزيد من الهالة النورانية للنفس للحصول على المدد من الله سبحانه وتعالى، وذلك حتى يتم يتطلب منا القيام بالتالي:
-
الشحن النوراني للنفس والروح والجسد
وذلك عن طريق المداومة على الصلوات المفروضة، والحرص على قيام الليل، فالسجود والإطالة فيه يمد الجسد بطاقة نورانية هائلة، الاهتمام بالذكر وقت السحر فذلك الوقت تكون ومضات الطاقة النورانية متوهجة فاغتنمها، كما يجب القيام بخلوة مع الله حتى ولو كانت قصيرة، ويتم في الخلوة قراءة آيات القرآن الكريم وذكر الله واستغفاره بأعداد كبيرة.
-
جلسات التأمل في خلق الكون
من الرائع القيام بجلسة تأمل في خلق الكون والتدبر فيه، فذلك يساهم بشكل كبير فيه صفاء النفس وسمو الروح مما يزيد من الهالة النورانية.
-
الحرص على الطهارة بشكل دائم
المداومة على الوضوء تخلص الجسم من كافة الشحنات السلبية، فالشحنات السلبية إن تراكمت في الجسم دمرته.
-
حضور الصلاة في جماعة
صلاة الجماعة تعمل على رفع الطاقة النورانية بمقدار 27 مرة أكثر من صلاة الفرد، لذلك يجب الحرص على أداء الصلاة في جماعة من وقت لأخر لتقوية هالة الجسم النورانية.
-
المداومة على ورد قرآني
الحفاظ على ورد يومي من القرآن الكريم ينقي النفس ويسمو بها، كما يعمل القرآن الكريم على الارتقاء بالنفس الأمارة بالسوء إلى النفس اللوامة ويستمر الارتقاء حتى الوصول إلى النفس المطمئنة.
-
مجالسة الصالحين
الجلوس مع صحبة صالحة يزيد من الهالة النورانية ويرفع طاقات الجسم، فعندما يستمع الإنسان إلى شخص صالح إيجابي يجعله ذلك في حالة سعادة ويخلصه من أي مشاعر سلبية تضر به.
-
المداومة على الأعمال الصالحة
الأعمال الصالحة عامل جذب للمدد الإلهي، لذلك إن أردت أن تزيد من هالتك النورانية عليك بالحرص على الأعمال الصالحة مثل: الصوم وصلة الرحم والتصدق.
عند المداومة على ما سبق فإنه بإذن الله تعالى سوف تصل إلى السمو الروحاني فيما لا يزيد عن 40 يوم، وستتمكن من الطاقة النورانية المستمدة من الله سبحانه وتعالى وتتحكم بالطاقات الأخرى.
الأزمنة النورانية
هناك أزمنة يطلق عليها أزمنة نورانية، ويقصد بها تلك الأوقات التي تزيد فيها الهالة النورانية تبعًا للأنوار المعنوية والطاقة الروحية العالية بها، ومن أشهر هذه الأزمنة النورانية ما يلي:
- شهر رمضان المبارك
- ليلة القدر
- يوم عرفة
- الأعياد الدينية
فهذه الأوقات تزيد فيها الطاقات الروحية على الأرض لتصل لأقصى درجة لها كما يزيد التزام البشر بالعبادات الدينة، والطاعات، مما يزيد الهالة النورانية بين البشر، لذلك من الرائع مراقبة هذه الأوقات لشحن النفس والروح فيها.
خصائص النور
كما قلنا أن الطاقة النورانية هي وسيلة سامية للتحكم في الطاقات الأخرى الموجودة حولنا، وذلك يرجع إلى خصائص النور التالية:
- النور هو المصدر الرئيسي لكل الأحاسيس والمشاعر الإيجابية.
- سرعة النور تبلغ 300 ألف كيلومتر في الثانية الواحدة، وهذا حسب الدراسات العلمية التي قام بها العلماء المختصين، وبذلك فإن النور يعد من أسرع المخلوقات، لهذا نجد أن المسافة بين النجوم يتم قياسها بسرعة الضوء.
- النور وسيلة هامة لتمييز الأشياء من حولنا ودونه سنتخبط في الظلام.
- نور الشمس، هو العامل الرئيسي في عملية البناء الضوئي واستمرار الحياة بين الكائنات الحية، كما أنه العامل الرئيسي الذي يمكننا من التعرف على بقية الألوان ومشاهدتها.
- الشمس ونورها هما مصدر كافة أنواع الطاقة حولنا عدا الطاقة النووية.
- ضوء الشمس يمكنه قتل الميكروبات، كما يعمل ضوء الشمس على انبعاث الحرارة اللازمة لتدفئة الأرض، كما أنه هو المصدر الرئيسي للنار وللفحم ومشتقاته.
يمكنكم الاطلاع على: النباتية والمفارقة الأخلاقية عند البشر
مراكز إمداد الطاقة
يوجد عدد من مراكز الطاقة مهمتها إمداد جسم الإنسان بما يحتاجه من طاقة، وذلك حتى يستطيع الجسم العمل بكفاءة، والدماغ البشري هو أهم مركز للإمداد بالطاقة فهو المسؤول عن عبور الطاقة إلى جسم الإنسان، و في حال قيام الإنسان بالعبادات ينشط المخ، مما يؤدي إلى ارتفاع طاقة الجسم، كما أنه يوجد بجسم الإنسان مراكز فرعية أخرى للطاقة مثل الكبد الذي يتصل بشكل مباشر مع أعلى الدماغ، لذلك عند تناول الطعام يتم سحب طاقة قوية حتى يتم هضم الطعام وتحويله في مجرى الدم، وفي هذا الوقت يتم غلق مركز الطاقة الموجود أعلى الدماغ، وهذا يتسبب في حالة الخمول التي تصيبنا بعد تناول الطعام، أما عند الصيام فلا يضطر الكبد إلى سحب أي طاقة مما يترب عليه بقاء مركز الطاقة بالدماغ مفتوح والحفاظ على نشاط الجسم.
ومن هنا نستشعر الاستفادة من الصوم، فبالإضافة إلى الثواب العظيم للصوم يكون هناك فائدة مادية للجسم وروحية ومعنوية نتيجة لصاء الدماغ وعدم إهدار طاقة الجسد.
هل نحتاج إلى الطاقة النورانية بعد الموت؟
بعد الموت هل يستمر احتياجنا إلى النور؟ سؤال قد يتبادر على أذهان الكثيرين، والإجابة على هذا السؤال: هي نعم, تستمر حاجتنا إلى النور حتى بعد الموت، فالقبر هو أكثر الأماكن وحشة وظلمة، لذلك لابد أن نعد في حياتنا ما ينير لنا ظلام القبر ويساعدنا في عبور عالم البرزخ ونحن مُنعمين بالنور حتى لا نتخبط بالعتمة، ولكن، كيف لنا أن ننير عالمنا بعد الموت؟ بالأعمال الصالحة، نعم فما ينير حياتنا ويمدنا بالهالة النورانية فوق الأرض هو نفسه ما ينير قبورنا وينقذنا من الظلمات بعد الموت، فالخير وقراءة القرآن والذكر وصلة الله التي نحافظ عليها في حياتنا، ستصاحبنا بعد الموت.
وإلى هنا نكون وصلنا إلى ختام موضوعنا اليوم عن الطاقة النورانية وعرفنا كيف نحصل عليها، وما هي السبل لتجديدها والمحافظة عليها، ونسأل الله لنا ولكم أن ينعم علينا بالمدد الإلهي والفتح النوراني لنصبح عباد ربانيين نطلب ونتمنى فيجاب لنا بأحسن مما تشتهي أنفسنا.